الخميس، 5 مارس 2009

وهاهو التاريخ يعيد نفسه في تاريخ المملكه العربيه



يجب أن نعترف اعترافاً صريحاً مباشراً أن عامل الحسم في توحيد الجزيرة العربية تحت لواء الملك عبدالعزيز كان اقتناع القبائل بأن هذا الملك الجديد يقيم ملكه على أسسٍ اسلامية صحيحة متينة ، ومن غير المستساغ عقلاً أن نصدق اي اسطوانة يرددها الاعلام ( عن قصد) بأن الدين كان عاملاً مساعداً وليس رئيسياً ، ثم لما توحدت المملكة العربية السعودية كانت قوة الدين والمشائخ تظهر بجلاء ويتضح اثرها في شتى مجالات الحياة ، وهذه لا تحتاج منّا الى امثلة ، والمتتّبع لتاريخ المملكة العربية السعودية يرى بجلاء ووضوح ان الشعب متديّن بالفطرة ، وانه يكون مسالماً ليناً طيّعاً الا اذا تعلّق الامر بما يخالف تدينه وفطرته ، وهنا فقط تبدأ الرؤوس تتدحرج سواء اتفقنا مع اولئك الخارجين او اختلفنا الا أنها تبقى حقيقة واضحة بجلاء !!

وحتى تتبين قوة كلمة علماء الدين فتذكر معي اخي الكريم ، ان هؤلاء العلماء كانوا هم الذي شرّعوا للملك فيصل خلع اخيه الملك سعود ولم ينبس الشعب ببنت شفه ، والسبب ان علماء الدين كانوا هم المرجعية لعملية الخلع ، وعليه فهي صالحةٌ في ذهن المواطن السعودي الذي يتلقى ماتقوله المؤسسة الدينية دون طرح أي تساؤلات !!

ثم تولى الملك فيصل سدة الحكم ، وبدأت اولى تيارات اصطدام التغريب مع سلطة الدين المتأصلة في نفوس ابناء الشعب المتديّن ، وظهر التلفزيون ، وخرج ابناء الفطرة الدينية ضد هذا المشروع التغريبي ، ولم يقتصر الامر بأنهم حاربوا وجوده ، بل انهم بدأو في عملية قطع رؤوس جالبي التغيير الى ارض السعودية ، وكانت اول حادثة هي احتلال برج التلفزيون من قبل مجموعة اسلامية ابان عهد الملك فيصل وكان يرأس هذه المجموعة شاب متدين من الاسرة المالكة نفسها وهو الامير خالد بن مساعد شقيق رئيس الهلال حالياً عبدالرحمن بن مساعد ، وهنا امر الفيصل بجلب الخارجين على الدولة احياء او امواتاً وكان من ضحايا تحرير برج التلفزيون قائد الخلية الامير خالد بن مساعد نفسه فقد قتلوه رمياً بالرصاص ،( يقال أن محمد بن هلال المطيري هو من أرسل رصاصته لتستقر في رأس خالد بن مساعد وترديه قتيلا)!!

ودارت الايام وجاء بعد ذلك شقيق هذا المقتول واسمه فيصل بن مساعد

جاء من امريكا ودخل على عمّه الملك فيصل في قصره خلال استقبال لبعض الامراء ، واطلق عليه ثلاث رصاصات في رأسه اردته قتيلاً ، وبعدها نفّذ حكم القصاص في الجاني فيصل بن مساعد ، وبدأ الاعلام يسوق على الناس ان اغتيال فيصل بن عبدالعزيز كان مؤامرة يهودية وامريكية ، بيد أن الامر واضح فهو ثأرٌ شخصي من شخص اراد أن يقتص لأخيه ، وسواء اقتنعنا بان اليهود وراء غسل مخ فيصل بن مساعد ام لا ، فيجب ان لا نغفل ان الذريعة الرئيسية لتجييشة كانت قتل اخيه ، والذريعة الكبرى لخروج اخيه خالد على النظام كانت سياسية التغريب التي لم يتقبلها ذلك الرجل ومجموعته .

ثم استلم الملك خالد سدة الحكم ، ويبدو أنه لم يقرأ تاريخ الملك فيصل جيداً فأستمر في سياسة التغريب والانفتاح الاعلامي ، وكانت ام كلثوم وسميره توفيق تغنيان في القناة السعودية صباح مساء !! وهنا بدأت الذريعة التي استند عليها من اراد الخروج على النظام ، وفعلا تبلورت وتشكلت مجموعة جهيمان بن سيف

وكانت نتيجة هذا التشدد والغلو احتلال الحرم المكي الشريف في غرة محرم عام 1400 هــ ، وفيها سفكت دماء المسلمين ، واستبيحت حرمة المسجد الحرام ، ولو نظرنا الى العامل الرئيسي المغذّي لتطرف هذه الجماعه فهو بكل بساطة ، سياسة التغريب والعلمنة التي برز في وجهها تيار التشدد والغلو !!

ثم جاء الملك فهد بن عبدالعزيز ، الذي استفاد جيداً من تجربة اخويه فيصل وخالد ، فكان سياسياً محنّكاً وامسك بالعصا من المنتصف ، وأرضى طموحات التيار المتشدد ، وكذلك لم يكبت الشعب الذي كان يريد اتباع التغريب والعلمنه ، وجاءت حرب تحرير الكويت واشغلت الشعب بأفرازاتها الاقتصادية لمدة عشر سنوات !!

ثم استلم سدة الحكم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، وهاهو يتبع نفس نهج الملك خالد ،ملكٌ يريد أن يغدق المال على شعبه ، وسمح لتيار التغريب والعلمنة بالتقدم خطواتٍ واسعة للامام ، ماجعل الشعب ينقسم الى فسطاطين لاثالث لهما ،

1- تيار ليبرالي علماني يريد التخلّص من كل شيء يعرقل مسيرة التحرير سواء أكان دينياً او اجتماعياً !!والتصق به عنوة الروافض لأنه وجدوا فيه اقوى تيار يستطيع زعزعة الدولة التي لايدينون بالولاء لها .
2- تيار اسلامي متشدد لازال يرغي ويزبد ويكفّر ويحرّض !!ويرى ان دماء خصومه يجب ان تسيل وبسرعة ايضاً !!

ويتضح لكل ذي لبٍّ سليم ان كل تيار يحمل للاخر الكره والضغينة ، بل انه لايبالي ان يترجم هذا الكره المتأصل في النفوس الى دماء مراقةٍ في أي لحظة !! وهذا مايحذر منه العقلاء

وهنا أقول يجب ان تنتبه القيادة الى ان زيادة سيطرة التيار العلماني الليبرالي سوف يفرز تياراً متشدداً ، وكل مازادت انجازات تيار التغريب والعلمنة ، زادت مساحة التشنّج والكراهية لدى الطرف الاخر ، وصدقوني ان استمر الامر يسير بنفس الوتيرة فسوف يحصل التصادم لا محالة !! وهذا مالايريده العقلاء من الشعب ولا من ال سعود انفسهم ..

وهنا الكارثة تتضح بجلاء ،

لا الدولة ادركت ان هذا الشعب المتدين يرى ان التغريب والعلمنه يسير عكس دينه وفطرته البدويه !!

ولا المتشددين يرون ان سياسة الحوار مع الدولة ومحاولة الوصول الى مفاصل التأثير أجدى نفعاً من التحريض الذي يولد التكفير، وهذاالتكفير هو المحفّز الرئيس لعملية التفجير !!

دمتم في رعاية الله

نهاية العالم